
عماد عبد الهادي-الخرطوم لم ينجح وفد من دولة جنوب السودان وصل العاصمة السودانية أمس الأربعاء على ما يبدو في إقناع الطرف السوداني بالعدول عن موقفه بوضع اتفاق النفط بين الدولتين موضع التنفيذ، بدلا من التمسك بمطلب الخرطوم بمعالجة القضايا الأمنية أولا. وبدا أن الوفد الجنوبي الذي ترأسه وزير النفط ستيفن ضيو داو أكثر استعدادا لوضع اللبنات الأولية لأجل تنفيذ اتفاق ضخ البترول الجنوبي عبر المنشآت السودانية على أرض الواقع، غير أنه اصطدم ربما بإصرار السودان على موقفها المبدئي بألا يتم تنفيذ أي اتفاق بدون حسم الملف الأمني الذي يمثل الهم الأكبر للخرطوم. وبرغم رفض الوزير الجنوبي الإجابة على التساؤلات عن ما إذا كان الطرفان تجاوزا عقبة المسائل الأمنية التي تصر الحكومة السودانية على معالجتها أولا؟ فإنه قال إن وفده جاء ليقول للخرطوم "نحن جاهزون جدا لتنفيذ اتفاقية التعاون التي تم توقيعها بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا في السابع والعشرين من ديسمبر الماضي". لكنه أكد للصحفيين عقب مباحثات سريعة في العاصمة السودانية أنه "بمجرد أن نستأنف ضخ النفط فإن كل شيء في جمهورية جنوب السودان وجمهورية السودان سيكون على الطريق الصحيح"، ورأى أن ذلك يحتاج إلى التعاون بين المسؤولين في وزارة الطاقة في كلا البلدين. أمر ضروري ويبدو أن جوبا تحاول تجاوز ما تعتقد الخرطوم أنه أمر ضروري لا مفر منه على الإطلاق "وهو حسم الملفات الأكثر أهمية بالنسبة لها" كما يقول وزير الطاقة السوداني عوض أحمد الجاز. وقد استبق الجاز -الذي كان يتحدث للبرلمان السوداني الثلاثاء الماضي- وصول وفد جوبا إلى الخرطوم بإعلان تمسك بلاده التام بتنفيذ اتفاق النفط بالتزامن مع الاتفاقيات الأخرى، وقال "إذا ما حدث أي انفلات في واحدة فسيصوب". ويقول المسؤول السوداني "إذا طبقنا اتفاق البترول ولدينا مشاكل في الحدود ومتمردون في دولة أخرى أو مرتبطون بها فسيكون أمر البترول بلا معنى". وعلى الرغم من إ --- أكثر