
يلفت الدكتور يحيى عبد الشافي، طبيب أمراض الروماتيزم، الأنظار أينما ذهب ليس بسبب لحيته التي تصل إلى صدره، ولكن بسبب الشارة التي يضعها حول رقبته، والتي كتب عليها عبارة «الإخوان لا يمثلون الإسلام.. مسلم مصري». وكثيرا ما يستوقفه البعض في الشارع أو مترو الأنفاق الذي يستقله يوميا، ليثني على تلك الشارة ويستفسرون منه عن رأيه في الأحداث الجارية، وأحيانا يوقفه البعض ليبدي اعتراضه على ما كتبه. ورغم بساطة الفكرة فإنها تلخص حال الكثير من المصريين الذين باتوا يرون أن الإخوان المسلمين أصبحوا فصيلا سياسيا شأنه شأن بقية القوى والأحزاب بعد دخولهم معترك السياسة، بعد أن كانوا جماعة دعوية إسلامية محظورة. وحرص عبد الشافي على المشاركة في أغلب المظاهرات التي شهدها ميدان التحرير منذ قيام ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011. كما شارك في المظاهرات المليونية التي نظمتها القوى السياسية المدنية في الأيام الماضية اعتراضا على قرارات الرئيس المصري محمد مرسي الأخيرة. ويقول عبد الشافي «أنا منذ بداية الثورة وأنا معترض على اتجاه الجماعات التي ترفع شعار الإسلام على اتخاذ هذا المسلك السياسي.. ليست هذه هي مهمة الدعاة إلى الله في هذه المرحلة يجب أن يكون هناك فقه والضرورة تقدر بقدرها». وأضاف: «الشعب المصري كله محب للإسلام ولشرع الله لكن الجماعات الإسلامية التي خرجت من السجون والتي كانت تعمل تحت الأرض لديها فزع ممن يخالفها الرأي، وهم غير مدركين للواقع، ونتيجة الأفكار المترسخة في أذهانهم ومن الضغوط التي تعرضوا له في السجون ليست لديهم المرونة للتعامل مع الواقع». وقال عبد الشافي «منذ استفتاء مارس (آذار) 2011، أدركت أنه تم الانحراف بالثورة عن مسارها بفعل فاعل وهو المجلس العسكري والدول الخارجية وجماعة الإخوان المسلمين»، مضيفا: «وعندما زادت المخالفات لشرع الله، وزادت الفجوة بين الإسلاميين والتيار المصري الوسطي العادي، بدأت أضع شارات ولافتات على صدري أتبرأ فيها بص --- أكثر