Quantcast
Channel: صحيفة الراكوبة | الأخبار
Viewing all articles
Browse latest Browse all 35062

في ذكرى ذلك الصباح الشتوي المشرق!

$
0
0

محجوب محمد صالح نحتفل يوم الثلاثاء القادم الأول من يناير بالعيد السابع والخمسين لاستقلال السودان ونستعيد ذكرى ذلك الصباح الشتوي الذي ارتفع فيه علم دولة السودان المستقلة مؤذناً بانضمام دولة جديدة إلى مجموعة دول العالم المستقلة منهياً بذلك ستة عقود من الاستعمار الثنائي فارتفعت مع ذلك العلم آمال وأماني عانقت السماء. وما لبثت المسيرة أن انحرفت إلى أزقة جانبية قادتنا إلى مهالك محسوبة وغير محسوبة حتى انتهت بنا الآن إلى هذا الوضع المأزوم الذي نعيشه ونعايشه محاولين أن نستنجد بما تبقى من روح المقاومة وما تبقى من رصيد الأمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من وطن كان ملء السمع والبصر فإذا به الآن يتآكل من أطرافه بعد أن تحول مواطنوه إلى رعايا. بالأمس القريب افتقدنا ثلث مساحة الوطن وربع سكانه وما زلنا ندير حرباً كارثية في الكثير من أقاليمه المتبقية ستعيش مراراتها -حتى لو توقفت الحروب اليوم- أجيال قادمة بسبب مآسيها الكارثية التي استهدفت المدنيين العزل فأودت بحياة الكثيرين وهرب من تبقى إلى معسكرات اللجوء والنزوح خارج وداخل البلاد يجترون المرارة ويعايشون جراحاتهم النازفة. لقد تنكبنا الطريق يوم أن فشلنا في أن ندرك أبعاد وقرارات هذا التنوع الخلاق الذي يذخر به السودان وسعينا الآن (نعيد صياغة) الإنسان السوداني على هوى صفوة صغيرة متنفذة لم تدرك أبعاد التنوع العرقي والثقافي واللغوي والديني والاجتماعي الذي يشكل هذه اللوحة الرائعة وحاولنا جهدنا أن نحشر الناس بالقهر في صيغة واحدة. وتنكبنا الطريق يوم جنحنا إلى اعتماد القهر وسيلة للوحدة بديلاً لاستيعاب التنوع في وحدة طوعية قائمة على كامل المساواة والعدل والإنصاف في اقتسام الثروة والسلطة، والقهر لا يبني دولة وعنف الدولة لا يؤسس وحدة وطنية. وتنكبنا الطريق يوم سمحنا لصفوة صغيرة أن تحتكر السلطة والثروة معا وتحرم الآخرين من موارد دولتهم والعيش فيها بأمان فخلقنا ديكتاتوريات محلية أشد قسوة وضراوة من ديكتاتوريات ا --- أكثر


Viewing all articles
Browse latest Browse all 35062

Trending Articles