
الخرطوم ـ انطوت صفحة العام الماضي 2102م الذي مر على الساحة الفنية محملاً بكثير من الآلام والجراح بفقدها فيه للعديد من رموز وركائز الأغنية السودانية.. ممن شكلوا وجدان هذا الشعر بجميل الكلمة، وروعة الأداء لأغنيات ظلت خالدة في دواخلنا.. وستظل لأنها أعمال كُتب لها الخلود الأبدي، فقد فقدنا في العام الماضي أمبراطور الأغنية وفرعونها وفنان افريقيا الأول محمد عثمان وردي.. الذي هاجر مثل عصافير خريفه.. وترك لنا وداعه إحساس رهيب وأليم غلبنا تحمله، ولكن عزاؤنا الوحيد في هذه الثروة الغنائية الضخمة التي تركها لتتربى عليها الأجيال القادمة، وتتعلم منها معاني الحب والجمال ومتعة الأداء وبراعة الألحان وقوة الشخصية، ونحمد الله بأننا في العروسة «آخر لحظة» كنّا آخر وسيلة إعلامية جلست للأمبراطور محمد وردي في حوار جريء فتح فيه وردي قلبه لنا وباح عن كل ما يجيش في قلبه وعقله عبر حوار شجاع كشف خلاله وردي عن كل المستور.. كان قبل أسبوعين فقط قبل وفاته.. ولم تجف دموعنا من وداع ورحيل محمد وردي إلا وفُجعنا بوفاة فنان الشباب الخلوق والمبدع صاحب القلب الكبير نقي النفس صاحب الابتسامة الدائمة طيب الخلق والأخلاق نادر خضر الذي لم تجد جماهيريته الكبيرة لقباً له سوى «حبيبو» فهو فقيد الشباب اختطفه الموت إثر حادث حركة أليم ولم نستطع تحمل وداعه.. فجرحه مازال ينزف في دواخلنا.. خاصة نحن وغيرنا من الذين تعرفوا عليه عن قرب واكتشفوا معدنه الغالي الذي لا يقدر صفاؤه وطيبة معشره بكل كنوز الدنيا، ولم يترك لنا بعده سوى البكاء والنحيب وترك أفواهنا وقلوبنا قبلها تردد دائماً «كم طال شوقي.. للظلال الوارفة.. يا من حملت معي الأماني.. في الحنايا الواجفة.. الليل حولي قاتل.. والصمت يسبق عاصفة.. لكن لحبك والذي.. جعل المشاعر مرهفة.. سنلتقي ونلتقي يوماً وحتماً.. يا رفيق العاطفة»، وتواصل رحيل المبدعين ورحل أحد أفراز الشعراء في بلادي ووضع السلاح أرضاً وهو المرهف والجميل محمد الحسن سالم حميد ونزف --- أكثر