
سنتواصل ذات يوم (قد لا يكون بعيدا) دون استخدام الكلمات، أي مباشرة من عقل لآخر، دون أية وسيلة مادية. نعم هي تلك الفكرة "الخيالية" التي راودت الكثير من البشر منذ آلاف السنين، مثل حلم السفر عبر الزمن. الفكرة لم تكن مستحيلة مثل الثانية، ولكنها كانت تبدو خيالية وصعبة الإثبات والتحقق. أما اليوم فإنها تبدو قريبة التحقق وبمنتهى الوضوح، مثلما نتحدث أو نتبادل الرسائل الالكترونية، لكن مباشرة من عقل لأخر. حلم التليباثي (التخاطر) لم يعد خيالا، بل أصبح حقيقة، مع أنها لن تكون في متناول الجميع خلال وقت قريب... بل يمكنني أن أسرح قليلا للقول إننا سنستطيع بضغطة زر تحميل آلاف الكتب الى أدمغتنا دون قراءتها كلمة كلمة. هذا أصبح أو سيصبح واقعا عما قريب، وقد يكون هناك من يمارسه اليوم في المختبرات دون الإعلان عن ذلك. الخبر العابر الذي دفعني للكتابة هو نجاح علماء أميركيين في تطوير يد آلية جديدة مكنت امرأة تعاني شللا كاملا في التحكم فيها بالأفكار. وهو ليس قفزة من فراغ بل إضافة لعدة أخبار أخرى تجعل التليباثي حقيقة لا ريب فيها. الباحثون الأميركيون كدوا بمقال في مجلة "لانست" الطبية أن العامل الحاسم في إحراز هذا التقدم يتمثل في طريقة جديدة لترجمة النبضات العصبية التي تحاكي التحكم الطبيعي في العضلات. أي أن الكومبيوتر (وهو في هذه الحالة اليد الآلية) أصبح يفهم لغة الدماغ التي تحرك العضلات وتحرك اللسان ليتحدث، أي أن اللسان يمكن أن يحال الى التقاعد خلال وقت قد لا يكون بعيدا، لنبدأ بالتواصل مباشرة من دماغ الى آخر دون المرور باللسان. ما الذي يعنيه ذلك؟ مرة أخرى، إنه يعني ببساطة أن الدماغ البشري متلائم ويستخدم لغة تفهمها المعدات الالكترونية. وأرجو أن لا تصابوا بالصدمة إن أخبرتكم بأني أرسل هذا المقالة من دماغي مباشرة الى الكومبيوتر دون طباعتها حرفا حرفا. قبل أن استرسل الى الاستنتاجات الكبيرة والصادمة والتي هي حقيقة واقعة، سأذكر بعض التفاصيل التي تستدعي --- أكثر