
ماهر ابوجوخ قد تكون الصدفة او سوء الطالع –حسب تقييم البعض- هي التي قادتني للعاصمة اليوغندية كمبالا اوائل يناير من العام الحالي لمتابعة انعقاد الاجتماعات الموسعة التي عقدتها الجبهة الثورية –والتي تمثل تحالف المعارضين للحكومة السودانية بالخارج- وممثلين عن تحالف قوي الاجماع الوطني –وهي التي تمثل تحالف المعارضين بالداخل- بجانب بعض ممثلي قوي المجتمع المدني والتي انتهت بصدور إعلان مشترك اطلق عليه (ميثاق الفجر الجديد) ومن خلال ردة الفعل العنيفة التي تلت التوقيع على هذا الميثاق تيقنت أن حدسي الذي قادني لهناك كان صادقاً فالميثاق سيكون بمثابة نقطة فاصلة في مسار الاحداث في البلاد سيكون له ما بعده. سأحاول في سلسلة المقالات هذه -والتي ستنشر تباعاً انشاء الله تعالى- إلقاء الضوء على الأجواء والنقاشات التي سبقت التوقيع على الميثاق وتقييم ردود فعل الاطراف المختلفة وتحليل مواقفها ومحاولة اسقتراء المستقبل، ويؤسفني انني سأحرم من نشرها بالصحف السودانية بسبب القيود المفروضة عليها التي تكبلها وهو أمر لا يحول دون تثمين دور وشجاعة وصبر العديد من زملائنا/زميلاتنا العاملين وحرصهم وتمسكهم بأداء مهمتهم المقدسة رغم هذه الظروف السيئة في بلاط صاحبة الجلالة، ويبقي العزاء أن نشرها في اثير الفضاء سيؤدي ذات المغزي ويحقق نفس الهدف. سأستهل هذه المقالات بهذه الحلقة التي سأتطرق فيها لبعض الملابسات والاجواء التي سبقت التوقيع على ميثاق (الفجر الجديد). لسوء حظي فقد وصلت لكمبالا في اليوم التالي لانتهاء اعمال الاجتماعات والتوقيع على ميثاق (الفجر الجديد)، ولذلك فقد سعيت للالتقاء بعدد من المشاركين في تلك الاجتماعات لسبر اغوار ما دار داخل الغرف المغلقة والتي سبقت التوقيع على ميثاق (الفجر الجديد) وحصيلة ما خرجت به سأحاول سرده ضمن السطور القادمة. اكتسب الاجتماع اهميته باعتباره أول اجتماع رسمي مشترك يضم قيادات جبهة القوي الثورية وممثلي معارضة الداخل التي تراس وفدها --- أكثر