
كمال كرار في الثمانينات كانت هنالك جريمة غامضة تتعلق بمقتل فتاة اتهم فيها أحد الأشخاص ، ودارت الأقاويل حول تورط جهات نافذة في تلك الجريمة . سلم المتهم نفسه طوعاً بعدما عاد من القاهرة واودع السجن تمهيداًَ للمحاكمة وسط ضجة إعلامية كبيرة بعد أيام قلائل صدر بيان من الجهات المختصة أعلن انتحار المتهم في سجنه بعد أن صنع مشنقة من رداء السجن ، وانتهت القصة إلي يومنا هذا . في السودان نظرية إسمها التاريخ يعيد نفسه وهي مأخوذة من نظرية تطابق المثلثات تفترض فيما تفترض سذاجة الناس وضعف ذاكرتهم . أصدرت السلطات المختصة هذا الأسبوع بياناً يفيد بأن بعض طلاب جامعة الخرطوم حرقوا غرف داخلية الوسط والطلاب المعنيون بالبيان يسكنون داخلية الوسط ، ومعني هذا أنهم حرقوا غرفهم وأمتعتهم وكراساتهم عن قصد ومع سبق الإصرار . لو كان صندوق الطلاب ،الحاكم بأمر الداخليات، مؤمناً ( من تأمين) علي حياة الطلاب وممتلكاتهم لقلنا إن البعض ربما يريد أن يستفيد من بوليصة التأمين ، ولكن الصندوق في حرب مع الطلاب منذ زمن ليس باليسير فما هو السبب الذي يدفع الطلاب لحرق غرفهم ؟ وإن لم تخونني الذاكرة فحرق الغرف وطرد الطلاب جاء بعد يوم واحد من رفض نفس الطلاب لدخول نائب رئيس الجمهورية لحرم الجامعة لأسباب رأوها منطقية . ولكن التعبير عن الرأي في بلادنا يجابه بالقمع والقهر والمطاردة وهذا ما حدث قبل ساعات من حرق الداخلية . ومن هنا نستنتج أن الجهة التي غضبت من أجل نائب الرئيس هي نفسها التي أرادت تأديب الطلاب بمطاردتهم بعد منتصف الليل وحرق غرفهم وتشريدهم إلي المجهول . وهي ليست الحادثة الأولي في جامعة الخرطوم تحديداً ولن تكون الأخيرة . كلما أشارت أصابع الإتهام في بلادنا ، في أي موضوع ، إلي سادن قيدت الجريمة ضد مجهول ، وكلما سرق المال العام جهاراً نهاراً تركوها مستورة ، وكلما تشكلت لجنة تحقيق ظهرت نتائجها يوم القيامة العصر . لو كنت مكان نائب الرئيس لتركت ال --- أكثر