
حبيب فضل المولي منطقة المسرية الواقعة في ولاية جنوب كردفان تعد منطقة ذات خصوصية تميزها علي غيرها من المناطق الأخرى بالبلاد تضاريسها ومناخها الاستوائي تارة والشبه صحراوي تارة أخري هذا التقلب المناخي أضفي بيئة قاسية كان لابد لسكان المنطقة من قبائل المسيرية التكيف معها والتشكل عليها فالإنسان ابن بيئته .المنطقة تبدو من الوهلة الأولي أنها أراضي قفار ذات امتداد شاسع وغابات كثيفة وهي غير مأهولة بالسكان وما وجد فيها تناثروا بين الغابات والوديان في مجموعات سكانية تسمي الفرقان، هذا بجانب القرى التي هي في الأصل فرقان مجتمعة علي أساس صلة القرابة وخشوم البيوت يفضلون المساحات الشاسعة بينهم في السكن لتوفير قدرا من المرعي للماشية التي يسيرون خلفها في الحل والترحال. لم تكن الشمس قد أكملت دورتها تجاه الغروب لكنها علي وشك أن ترسل أشعتها ذات اللون الأصفر لتبدو كبرتقالة أكملت نضجها وتهم بالسقوط لكنها لم تفعل . تلك اللحظات هي التي أستقبلنا فيها رهط من شباب المنطقة حتى يهتدي بنا المسير إلي قري الكندماي حيث زيارة رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ عبد الرحمن الذي يجري نشاطا مكثفا لتوسيع دائرة مؤيديه في منطقة كردفان الكبرى باعتبارها احد أبرز قلاع الهامش التي لاتحظي بخدمات أو اهتمام المركز .وهو ما جعل الحزب يكثف حملته التي يجئ شعارها تحت (حرية سلام وعدالة .التنمية خيار الشعب ) فضلا عن القبول الذي يجده الرجل بناءا علي انتمائه للمنطقة باعتبارها مسقط الرأس بجانب الخدمات التنموية التي يقوم بها هناك . عموما أدركنا الظلام ونحن لم نتخطى خط السكة الحديدي العابر إلي إقليم دارفور بعد .فطفق الليل يسدل ظلاما دامسا خلف غابات الأبنوس والأشجار الكثيفة والرحلة تمتد لساعات أخري تجعل من سيارات اللوموزين ماركة تايوتا تستنفر إمكاناتها التقنية وهي أمام وعورة الطريق غير المعبد وبقايا أشجار علي حواف الطريق الملتوي كحية رقطاء تبحث عن طقس بارد علي تل من الرمال . فلما أ --- أكثر