أزمة الرعاة وأبقارهم

ذكر تقرير صادر عن منسقية الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة أن 37 ألفاً من العرب الرحل لم يتمكنوا من عبور الحدود الى جنوب السودان بسبب اغلاق الحدود بين البلدين حيث استقروا في 13 موقعاً بمنطقة تلس وتوقع التقرير صدامات بين المواطنين المقيمين في المنطقة والرحل. وكانت الميدان قد أشارت في وقت سابق الى معاناة الرعاة في منطقة سماحة جراء إغلاق الحدود ومنعهم من العبور الى بحر العرب. ما يحدث الآن نتيجة حتمية للقرار الجمهوري القاضي بإغلاق الحدود مع جنوب السودان ومنع عبور البضائع،وهو القرار الكارثة الذي لم يضع إعتباراً لحوالي 13 مليون شخص ترتبط حياتهم بالحركة على جانبي الحدود – وهم في معظمهم رعاة أو تجار يتبادلون المرعي والمنافع طوال شهور السنة. إن كان المغزى من ذلك القرار دفع الجنوب دفعاً للقبول بتصدير بتروله بواقع 32 دولاراً لرسم العبور كما توهم المؤتمر الوطني فقد فشل ذلك المسعي تماماً، وإن كان الغرض خنق الجنوب اقتصادياً فقد أخفق ايضاً… وجر على السودان كوارث وخيمة ليس أولها الأزمة الاقتصادية الخانقة الماثلة .. وليس آخرها المشاكل بين الرعاة والمزارعين والتي تنشب بسبب ضيق المرعي …وإغلاق الحدود مع الجنوب…. وطالما أن تلك المناطق المعنية مقبلة على فصل حار.. وجفاف قبل حلول الخريف . فان أوضاع الرعاة والماشية ستسوء إن لم تعد الحركة الطبيعية كما كانت… وهذا بالتالي يستتبع ضرورة حل الخلافات القائمة بين دولتي السودان بما يتيح فتح الحدود بأسرع وقت ممكن. والا فإن الرعاة مضطرون الى جلب (بهائمهم )الى الخرطوم لتشرب من النيل كما هدد بذلك أحد نظارهم. وان كان لا يعني حرفياً ما قاله إلا أنهم يحملون المسؤولية لحكومة المؤتمر الوطني التي تسببت فيما حدث ويحدث. الميدان