
حوار: رحاب فريني اللواء طبيب الطيب إبراهيم محمد خير المشهوربـ(الطيب سيخة)، وهذا الاسم دلالة على ماضٍ يعتز به سعادة اللواء فقد كان ملتزماً تنظيمياً منذ بواكير صباه. عاش في كنف الحركة الإسلامية بكلياته. فقد كان جسوراً ومقداماً وشجاعاً في الدفاع عن مبادئه وأفكاره ومعتقداته حتى لو كلفته حياته. فقد كان عطاؤه متميزاً في جيله من قادة أفذاذ كالمرحوم ودالمكي، ود.بشير آدم رحمة، ود.غازي صلاح الدين، والبروفيسور حسن مكي. تميز أداؤه في كل المحافل بالانضباط والجدية والمثابرة. برز في الدراسات العليا العسكرية رغم خلفيته الأكاديمية. والآن غارق في العلوم الفقهية والعقائدية فهو حين تلتقيه يسحرك بصفاء ذهنه المتقد دوماً وحلو حديثه.. سعادة اللواء مازال يعطي في شتى دروب الحياة. صعوبة كبيرة واجهتنا عند ذهابنا إلى منزل سعادة اللواء وبعد عدة محاولات وتوهان وصلنا إلى منزله وكانت الصعوبة الكبرى التي واجهتنا هي أن نستنطق سعادته الذي رفض رفضاً باتاً أن يتحدث إلينا، ولسبب بسيط أنه لا يريد أن ينبش الماضي.. وبعد ما تبادلنا أطراف الحديث رويداً رويداً بدأ الدكتور يسرد في تاريخ وأحداث مضت وهو يضحك أحياناً ويحن أحياناً أخرى إلى زمن جميل ذهبي وإلى إخوة ورفاق درب ذكرهم بطيب معشر وحسن خلق. الجلوس معه ممتع للغاية وقد تم هذا اللقاء بمنزله دون أن تكون هنالك مواعيد مسبقة له ولكن سعادته وكعادته رحب بنا ترحيباً حاراً وجلسنا معه لثلاث ساعات وكانت هذه حصيلة ماخرجنا به: حدثنا عن سر لقب سيخة؟ أرجوكِ لا ترجعيني إلى الوراء هذا الزمن ولى وانتهى. يقولون إنك إنسان صارم جداً ولا تعرف المجاملات؟ يرد ضاحكاً.. والله سبحان الله... وينادي على زوجته "يا أم الحسن" وعندما رفضت أن تأتي إلينا قال خلوها تجي لكي توضح لكم كيف أتعامل معهم. هل اشتقت للسياسة؟ يابتي ما تنكتي على أنا ما داير أتكلم. متى بكى الطيب سيخة؟ أبكي في كل المواقف التي تبكي "في الأحزان الطبيعية"، وكل شخص يبكي ولكنك تتجا --- أكثر