
عبد العزيز حسين الصاوي نُشرت في 8 فبراير الماضي وثيقة صادرة عن مجموعة المجاهدين الذين اختاروا لانفسهم مصطلح " سائحون " ، بعنوان " مذكرة الاصلاح والنهضة " . هذه الملاحظات السريعة تأمل في إثارة اهتمام بهذه المذكرة يتجاوز التعليقات العابرة التي صدرت عنها حتي الان مقتصرة علي مغزاها فيما يتعلق بتطورات الكيان الاسلامي من الناحيتين السياسية والتنظيمية. وحده التفارق الصارخ بين إيحاءات مصطلح " سائحون " في استخدامه الدارج وإيحاءات الصفة الجهادية للمجموعة مايلفت النظر استثناء ولكن هناك أيضا فقرات تستحق النظر التحليلي المعمق بما يتناسب مع ماتختزنه من إحتمال تطورات أكثر اهمية تتعلق بالطبيعة الجوهرية لذلك الكيان. الفقرات الافتتاحية للمذكرة تؤكد صحة هذا الانطباع حول الاحتمالات ف : " المشتركات العامة بين المبادرين والتي تعبر عن روح مبادرتهم مقاصدها وأبعادها ، أساسها الدعوة الي تجديد الفكر وتحسين طرائق التفكير ". توجهُ المذكرة، أو بالاحري جزء منها كما سنوضح لاحقا، نحو المعالجة العميقة للموضوع يشي به مايمكن استنتاجه من هذه الفقرة من ان الامر يتجاوز تجديد الفكر الى تجديد وسيلة او كيفية انتاج الافكار نفسها، مايشير الى إطلاع علي هذا المبحث المستجد نسبيا في الفكر العربي ذاهبا الي الحفر في ماهية المعرفة وكيفية تحصيلها. مع العودة للتأكيد علي الاهمية المفصلية للتطوير الفكري للحركة الاسلامية بهذا العمق المزدوج في توجهات المجموعة، تتضمن الفقرات التفصيلية اللاحقة في المذكرة عنصرا تعميقيا اخر يتصل بالعلاقة بين الفرد والجماعة يمكن التقاطه من الفقرة التالية : " باعتبار إن سائر المشكلات الدينية أو السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية ونحوها, هي في الأساس مشكلات فكرية فانه لن يستقيم المسعى ( ... ) في سياق الإصلاح المجتمعي الشامل، إلا بإصلاح البني الفكرية للفرد والمجتمع ". سنلاحظ في مجمل المذكرة ان تقديم الفرد علي الجماعة في هذه الفقرة بداية ل --- أكثر