
عبد الباري عطوان اقدام اربع طائرات اسرائيلية على قصف مصنع للسلاح في الخرطوم هو قمة الاستفزاز، ليس للسودان فقط وانما للأمة الاسلامية بأسرها، لا يجب السكوت عنه على الاطلاق لانه يشكل انتهاكا سافرا لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، واهانة اكثر من خمسة وثلاثين مليونا من ابنائها. اسرائيل بإقدامها على هذا العمل الارهابي انما توفر الاسباب الاخلاقية والقانونية لكل انسان يريد الرّد عليها، والانتقام من عدوانها، الأمر الذي سيحوّل المنطقة العربية الى ميدان للصراع الدموي مجددا، وتوفير البيئة الملائمة لنمو وازدهار، بل وإضفاء الشرعية على الجماعات المتشددة، والاسلامية منها على وجه الخصوص. لا يوجد سبب منطقي او قانوني واحد يبرر هذا الارهاب الاسرائيلي، فمن حق السودان امتلاك مصنع للأسلحة والتعاون مع اي دولة في العالم لتطويره، لكن ليس من حق اسرائيل ان تهاجمه، بالطريقة التي شاهدناها وتشكل اختراقا صريحا للقانون الدولي، وتؤكد على كونها، اي اسرائيل، دولة مارقة. التذرع بأن هذا المصنع اقيم بمساعدة ايرانية لا يبرر بأي شكل من الأشكال ارسال الطائرات لنسفه، حتى لو صحّت المزاعم الاسرائيلية بأن اسلحة مصنّعة فيه وصلت الى المقاومتين الفلسطينية في غزة، واللبنانية في الجنوب. فإسرائيل تملك مفاعلات نووية ومصانع صواريخ واسلحة كيماوية، وتموّل وتدعم العديد من الجماعات المسلحة، وعلى رأسها حركة جنوب السودان الانفصالية، ولم يكن مفاجئا ان يختار رئيس دولة جنوب السودان، التي استقلت قبل عام، تل ابيب كأول محطة لزيارتها بعد توليه السلطة. وصول الطائرات الاسرائيلية الى اهدافها في الخرطوم وتنفيذ هذا العمل الارهابي ما زال لغزا، فالرحلة تستغرق 1900 كيلومتر، وتحتاج الطائرات الى تزوّد جوي بالوقود، ولا نعرف كيف تمت هذه العملية بشقيها الطيران والتزود بالوقود دون ان يرصدها احد، سواء في السودان او مصر. ' ' ' لا نستغرب ان تكون هذه الطائرات انطلقت من قواعدها في فلسطين المحتلة، فقد --- أكثر