Quantcast
Channel: صحيفة الراكوبة | الأخبار
Viewing all articles
Browse latest Browse all 35062

من هم «المثقفون الشرفاء»؟

$
0
0

باريس: هاشم صالح سوف أطرح هذا السؤال المتهور: من سيؤلف كتابا عن المثقفين الغوغائيين المزيفين في العالم العربي؟ من سيتجرأ على ذلك مع ذكر الأسماء كما يفعل بونيفاس؟ لم تخلقه أمه بعد! ذلك أنه لا توجد دولة قانون لكي تحميه إذا ما احمرت عليه الأعين وهموا بتصفيته من عدة جهات! مرة أخرى يثبت باسكال بونيفاس أنه مثقف كبير يحترم الحقيقة. ويحق لفرنسا أن تعتز به وبأمثاله. لا تقولوا هذا شيء طبيعي لأن مبرر وجود المثقف أن يحب الحقيقة ويحترمها ويدافع عنها، في الواقع إن العكس هو الصحيح. فعدد المثقفين المزيفين أو المزورين للحقيقة أو المكيافليين الذين يعتبرون الغاية تبرر الواسطة أكبر بكثير من عدد المثقفين النزهاء الشرفاء. بالطبع لن تجدوا مثقفا واحدا يقول لكم إنه ضد الحقيقة أو غير شريف! على العكس سوف يرغي ويزبد ويوهم بأنه من أكبر المناضلين الثوار، بل وقد تبلغ به الحماسة الإنشائية إلى حد المزايدة على الناس أجمعين بمن فيهم أولئك الذين عرضوا أنفسهم للخطر الأعظم ودفعوا الثمن غاليا. وهنا بالضبط يكمن التزوير والتزييف. هنا يحصل طمس الحقيقة عاليها سافلها فيصبح الأبيض أسود، والأسود أبيض. ما هو المعيار الذي نقيس بواسطته نزاهة المثقف أو عدم نزاهته؟ شيء واحد فقط: الثمن الذي دفعه جراء مواقفه. هل دفع ثمنا ما أم لا؟ هل كانت حياته الشخصية مهددة في لحظة ما أم لا؟ هل أصيب في شخصه - بشكل مباشر - أم لا؟ كل ما عدا ذلك تفاصيل. ذلك أن الحكي سهل والثرثرات المجانية من أحلى ما يكون! يمكن أن تقدم نفسك كأكبر مناضل وتملأ الجرائد بتصريحاتك العنترية وأنت عائش في أجمل العواصم الأوروبية من دون أن يصيبك أي أذى أو ضرر. صحتك تبقى كما هي لم تتعرض لأي اعتداء مجرم، وربما أصبحت مليونيرا من وراء القضية! ويتوهم الناس عندئذ أنك أكبر مناضل في التاريخ، بل وتعطي دروسا في الوطنية والأخلاق للآخرين! وهنا يبلغ الزيف والتزوير ذروته، هنا يتسخ شرف الفكر. هنا نصل إلى ما يدعى بالعهر الفكري والسياسي بالمعن --- أكثر


Viewing all articles
Browse latest Browse all 35062

Trending Articles