أكدت قوة حضارتها القديمة سنار: مصطفى أحمد عبد الله: تأسست مملكة سنار فى عام 1504م، وكانت تعرف ايضا بمملكة الفنج او السلطنة الزرقاء، وكان لقب السنانير يطلق على رعاياها، وتعتبر اول دولة اسلامية عربية قامت بالسودان نتيجة للتصاهر بين العرب والنوبة، كما أن الحقيقة التى لا تتناطح عليها عنزان هى ان السودان الحالى مدين لدولة عمارة دنقس وعبد الله جماع في تركيبة سكانه وتعايشهم السلمى ووحدة اللغة والدين وارساء قيم الشريعة الاسلامية، ويكفى ان هذه المملكة ازاحت المسيحية فى السودان وصار الدين واقعاً ملموساً في حياة أهل السودان ممثلاً في المشروع الحضاري الإسلامي والأخذ بقوانين الشريعة الإسلامية أساساً للتطور والتقدم في كل جوانب الحياة. وتم أخيراً في سنار العثور على آلاف القطع المتناثرة من الخزف الصيني الملون «أبيض وأزرق مشجر» مما يدل على أن مملكة الفونج كانت تتبادل مع الصين المنافع التجارية عبر موانئها مثل سواكن، والمعروف أن الأواني في ذلك الوقت كانت من نفائس التحف التي يقتنيها الملوك الصينيون والوزراء وكبار التجار في سنار. إن العثور على خزف صيني في سنار يؤكد روايات المؤرخين السودانيين الذين أشاروا إلى أن تجار سلطنة الفونج في العاصمة سنار كانوا يتاجرون مع الشرق الأقصى والهند عبر ميناء سواكن، حيث يحملون تجارتهم المكونة من سن الفيل والذهب والعديد من الصادرات ويعودون بصادرات الشرق، حيث تمتد رحلتهم إلى عامين. إن سنار نفسها في حقيقة الأمر كانت مركزاً تجارياً مهماً، تأتي إليه القوافل التجارية من الهند وإثيوبيا ومصر، وكانت في المرتبة الثانية بعد القاهرة من حيث الازدحام بالسكان. ولما كان الطريق البحري للصين معروفاً بشكل جيد منذ بدايات حقبة رحلات أسرة كرايمي إلى الصين عن طريق موانئ البحر الأحمر، يعتقد أن تجار سلطنة الفونج كانوا يواصلون طريقهم من الهند إلى الصين، أو يبحرون مباشرة إلى الصين مقتفين خط سير التجار من عيذاب إلى الصين. ومن المفارقة ان ولاية سن --- أكثر
↧