Quantcast
Channel: صحيفة الراكوبة | الأخبار
Viewing all articles
Browse latest Browse all 35062

نزاهة بين يد السوداني وكارثة تبوك!!

$
0
0

خالد ابو علي قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، قرأت خبراً في جريدة «الرياض» شدّني كثيراً.. وظل معلقاً في مخيلتي كل تلك السنوات الطويلة، وأصبح مثالاً أضربه بين الفينة والأخرى.. ارتبطتُّ به، عشتُه يكبر معي عاماً بعد عام وأنا أتغير فكراً وسلوكاً، وهو نفس الخبر، وبالطبع لم يتغير منذ أن حدث! باختصار، يتحدث الخبر عن عامل سوداني يعمل في منجرة، راودته نفسه في يوم ما أن يسرق (لوح) خشب، وبالفعل قام بعمليته المُشينة، وباع ذلك اللوح بجنيهات سودانية قليلة، اشترى بها خبزاً مغموساً في ماء الفول يسمى (الفتة)، أطعم بها أطفاله الثلاثة ووالدتهم، في فجر اليوم التالي صلى (الزول) الفجر حاضراً، وتوجّه للمنجرة وأدار ماكينة قطع الأخشاب بكامل طاقتها، ووضع (عن عمد) يده بين أسنانها الحادة فبترتها، ليقتص لله من نفسه بنفسه.. يا إلهي! ما الذي فعله هذا الرجل! وهل يستحق ذلك اللوح كل هذه الدماء التي سالت من يده التي فقدها للأبد؟! وأي جريمة ارتكبها حتى يفعل ذلك؟! مرّ عقد من الزمان وأنا أروي تلك القصة، وأشبه الزول (باللوح) الذي سرقه! كنت صغيراً سناً وفكراً، وفي العقد التالي بدأت أستوعب ما قام به، فتحول اللوح الذي في مخيلتي إلى لوح ذهبي نقشت عليه كلمة الأمانة، وفي العقد الذي تلاه تصوّرت ذلك السوداني جالساً يستمع للنبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.. ولم يقل: لاسترجعت ما سرقت أو سامحتها.. لقد أصبح السوداني مثالي وقدوتي في الشرف والأمانة، لقد اختار أن يعاقب نفسه وأن يعيش بضمير مرتاح، وأن يلاقي ربه راضياً مرضياً. أتساءل بين الفينة والأخرى: ماذا لو فعل بعض الوزراء والمسؤولين ورجال الأعمال ما فعله السوداني وحاسبوا أنفسهم بنفس الطريقة؟ هل ستبقى منهم قطعة لحم، أو حتى كسرة من عظم؟ بالتأكيد سيحتاجون لفرّامة!! إنهم يسرقون ولكن ليس ألواحاً من الخشب كاللوح الذي سرقه، بل ألواحاً من الذهب ينهبون كل شيء، حتى الطعام من أفواه الجياع ال --- أكثر


Viewing all articles
Browse latest Browse all 35062

Trending Articles