
إبراهيم ميرغني المتابع للمشهد السياسي في بلادنا هذه سيصاب بالغثيان وذلك نتيجة تفشي داء عضال أصاب قادة المؤتمر الوطني في مقتل. هذا الداء أسميه هنا هستيريا كمبالا، فمنذ التوقيع بالأحرف الأولى على هذه الوثيقة مع الحركات حاملة السلاح إرتعدت فرائص قادة المؤتمر الوطني، وأصبحت شغلهم الشاغل فنسوا الأزمة الاقتصادية الخانقة وانهيار الزراعة وهجوم الجراد على الولاية الشمالية وملف القضايا العالقة مع دولة الجنوب والتفاوض مع قطاع الشمال على ضوء القرار الأممي(2046) وتحت البند السابع وأصبح مجرد القيام بوقفه احتجاجية ضد تجفيف مستشفى جعفر بن عوف للأطفال هو من بنات أفكار وثيقة كمبالا، ولبيان صحة ما ذهبنا إليه نورد الأمثلة التالية: ذهب رئيس الجمهورية في زيارة لولاية نهر النيل لإفتتاح منشآت عادية كان يمكن أن يفتتحها معتمد شندي(مصنع مياه غازية) فقام رئيس الجمهورية بافتتاح المصنع وصب جام غضبه على وثيقة كمبالا والموقعين عليها وعلى اسرائيل وخلافه، وبذات الحماس قام السيد نافع نائب رئيس الحزب وهو في مدينة الضعين بشرق دارفور من أجل عقد مصالحة بين عشائر المسيرية بعد مواجهات استعملت فيها كل أنواع الأسلحة والعتاد العسكري ما عدا الدبابات والطائرات؛ فبدلا من الحديث عن المشكلة وهي الخلافات على عائدات النفط ونزع سلاح القبائل والبطون والعشائر ،قام السيد نافع بشن هجوم على قوى المعارضة واتهمها بالسعي لتفتيت السودان والعمل على اقتلاع النظام من جذوره، وإنها فشلت في تقديم برنامج سياسي فتخلى عنها عضويتها، وأدى إلى ذبحها من ” الأضان للأضان” ونسأل ما علاقة المعارضة بالصراع القبلي بين أبناء المسيرية والشاهد إن لقاء المعارضة الشمالية مع حملة السلاح بالخارج والتوصل إلى تفاهمات معها وصولاً لحل قومي شامل هو الذي أزعج قادة المؤتمر الوطني، والذي ظل دائماً يراهن على سياسة فرق تسد، والاتفاقات الثنائية والتي يتم الإلتفاف عليها قبل أن يجف مدادها. لذا لم يكن غريباً أن تتوحد قوى المعار --- أكثر