
تقرير: ياسر عبدالله (أنا متنازع بين من ينتظروني للنجدة والمحافظة على ما هو قائم خوفاً من الفتنة)، كانت هذه آخر عبارة ختم بها د. غازي صلاح الدين حواره مع الأستاذ حسين خوجلي في برنامج أيام لها ايقاع بفضائية أم درمان قبل أسبوعين، عندما طلب منه اعتراف أخير في ختام الحلقة، فكشف عن حالة التنازع هذه التي تعتريه، وعبر عنها بذكاء غير بعيد عن شخصيته، في رسالة مزدوجة إلى المنادين بالإصلاح داخل الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، ومن يساندون الوضع القائم. عبارة العتباني هذه لخصت بشكل غير مباشر وبدقة متناهية عمَّا يفكر فيه الرجل، الذي أصبح بعيداً عن مركز صناعة القرار داخل الحزب والحركة بعد مؤتمرها العام الثامن الأخير والجدل الكثيف الذي أثير قبل وبعد انعقاده. خارطة طريق عندما حدد د. غازي ملامح موقفه من المؤتمر في مقال نشر بـ(السوداني) وصحف أخرى بعنوان: (الحركة الإسلامية: اختبارات القوة والأخلاق). حدد فيها خارطة الطريق للعلاقة ما بين السُلطة والحركة، وقضيته الجوهرية التي كانت تعبر عنه وعن تيار إصلاحي داخل الحركة اغلبه من الشباب، هي ضرورة فصل السُلطة عن الحركة حتى تضمن الأخيرة استقلاليتها وتستعيد قوتها ونقتطف من مقاله بتاريخ 12 نوفمبر الماضي في هذا الشأن: (أي صيغة علاقة تكرس استتباع الدعوة للحكومة وتجعلها محض رديف لها في وظائفها هي صيغة خاسرة للحكومة والدعوة كليهما، وتجربة لا أُفق لنجاحها لأنها تبني العلاقة بين الاثنين على الشك والريبة والرغبة في الاستحواذ، لا على الثقة والاطمئنان، إن أهم ما ينصر الفكرة ويقوِّي نفوذها هو أن تبقى حرة طليقة، لذلك فإن من أولى ما يجب علينا أن نكرسه في خطابنا هو الدعوة للحرية والطلاقة والسعة. لا الحركة ينبغي أن تكون محض رديف للحكومة، ولا الحكومة، التي ترعى استحقاقات المواطنة لجميع أبناء الوطن الواحد، هي محض جهاز تنظيمي تابع للحركة). ويضيف في المقال: (إن الحركة، كي ما تبقى فاعلة ومناصِرة للحكومة وللدولة في الإطا --- أكثر