
مجدي الجزولي مرت قبل أيام الذكرى السنوية الأولى لرحيل أستاذنا محمد ابراهيم نقد. أستاذ علم الثورة السودانية، وهي مناسبة لاستعادة بعض سننه. عف نقد، كأقران كثر له في الحزب الشيوعي، عن تهافت الأفندية على وظيفة الدولة ومراقيها واستبدل ذلك بالتي هي أحسن، وظيفة الثورة. اختار طريق النضال الجماهيري منذ أيام الطلبة في منتصف القرن الماضي وظل على هذا الدرب يتقصاه، ويكشف معارجه، ويشير إلى اتجاهاته، حتى نهاية حياته. في هذا المسعى وطن نقد نفسه بهدي من ماركسية متقدة على مقارعة الواقع الملموس لا التهرب منه بلغو المحفوظات الأيديولوجية، وقد اجتهد في ذلك ما استطاع وبقدر ما سمحت دورة السجن والعلن والسرية. تولى نقد قيادة الحزب الشيوعي وقد كاد أن يذهب ريحه بالمرة جراء الانقسام الداخلي إزاء نظام مايو ثم المواجهة الدامية معه، كان قدره أن يعيد اختراع الحزب في هذه المحنة، ما تحقق له بامتياز. زكي السكرتير السياسي الجديد للشيوعيين التعددية السياسية كلازمة من لوازم “الثورة الوطنية الديموقراطية”، هدف الحزب المباشر، ذلك في إطار نقد جذري لتجربة الحزب مع الانقلابات العسكرية، بينما أحال الاشتراكية إلى أفق قال باستشرافه لا القفز إليه على دبابات الجند. اشتهر عنه قوله في هذا الخصوص أنه يعارض حكم الحزب الواحد في أي صورة أتى وإن كان حكم الحزب الشيوعي. توصل محمد إلى هذه الخلاصات في أواخر سبعينات القرن الماضي، والمعسكر الاشتراكي ما زال مهيب الجانب، أعوام طويله قبل تفكك الاتحاد السوفييتي في 1991. على طريقة نقد، أصبح الحزب الشيوعي الداعي الأول للديموقراطية في البلاد، لا يتشرط فيها ولا يلكن، فخرج إلى الناس عند انهيار نظام الرئيس جعفر نميري عام 1985 حزبا غير ذلك الذي فتنته سلطة مايو “التقدمية”. وهو يدبر للحزب تطبيقا خلاقا للماركسية في الواقع السوداني بعبارة المرحوم عبد الخالق محجوب اهتدي نقد إلى ثلاثة مباحث رئيسة قال بأولويتها لفهم حركة الاجتماع السوداني، علاقات واقتص --- أكثر